مرض التوحد Autism هو إعاقة فى النمو التى تسبب بعض التحديات الاجتماعية والسلوكية الكبيرة.
غالبا لا يمكن ملاحظة الأشخاص المصابين بالتوحد فى المظهر الخارجى، لكن المصابين يتصرفون ويتفاعلون و يتعلمون بطرق مختلفة عن الأشخاص الأصحاء.
تُظهر التقديرات أن 6 من بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة يعانون من مرض التوحد وأن عدد الحالات المشخصة من هذا الاضطراب تزداد باضطراد، على الدوام.
من غير المعروف، حتى الآن، ما إذا كان هذا الازدياد هو نتيجة للكشف والتبليغ الأفضل نجاعة عن الحالات، أم هو ازدياد فعليّ وحقيقي في عدد مصابي مرض التوحد، أم نتيجة هذين العاملين سوية.
بالرغم من عدم وجود علاج لمرض التوحد، حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والمبكر، قدر الإمكان، يمكنه أن يُحدث تغييرا ملحوظا وجديا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.
اعراض مرض التوحد :
غالبا ما يعاني المصابون باضطراب طيف التوحد ASD من مشكلات في المهارات الاجتماعية والعاطفية ومهارات التواصل، بعضهم قد يكررون بعض السلوكيات المحددة وقد لا يريدون التغيير في عاداتهم اليومية.
كثيرون من الاشخاص المصابين لديهم طرق مختلفة للتعلم او الانتباه أو التفاعل مع الأشياء المختلفة.
علامات ظهور اضطراب طيف التوحد ASD تبدأ خلال الطفولة المبكرة وعادة ما تستمر طول الحياة. لنستعرض بعض الأعراض المختلفة:
1- عدم الاشارة الى الاشياء لاظهار الاهتمام (مثال: عدم الاشارة الى طائرة تحلق فوق).
2- لا ينظر إلى الأشياء عندما يشير إليها شخص آخر.
3- لا يهتم إطلاقا بالاشخاص الاخرين.
4- تجنب النظر بالعين ويريدون أن يكونوا لوحدهم.
5- لا يمكنهم فهم مشاعر الآخرين او التحدث عن مشاعرهم الخاصة.
6- يفضلون ألا يعانقون أو يعانقون فقط عندما يريدون ذلك.
7- يبدون غير مدركين عندما يتحدث إليهم اشخاص اخرين ولكنهم قد يردون على بعض الأصوات.
8- يهتم جيدا بالناس لكن لا يعرف كيفية التكلم او اللعب او التواصل معهم.
9- تكرار الكلمات أو العبارات التي قيلت لهم أو تكرار بعض الجمل الأخرى.
10- يصعب عليهم التعبير عن احتياجاتهم باستعمال كلمات او حركات تقليدية.
أسباب مرض التوحد:
تتعدد الأسباب الكامنة وراء هذا المرض،
وأهمها: عوامل متعلقة بالولادة، وعوامل دماغية، وعوامل جنينية، وعوامل بيولوجية، وعوامل مناعية،
وسنعرض توضيحاً عن أهم هذه العوامل كالتالي:
العوامل الجينية:
بيّنت دراسات وأبحاث أنّ احتمالية إصابة أشقاء الطفل التوحدي بمرض التوحّد تزداد بمعدل يتراوح من تسع وأربعين مرّة إلى مئة وتسع وتسعين مرّة،
وفي حال لم يُصب أشقّاء مريض التوحد بهذا المرض، فتزداد احتمالية إصابتهم باضطرابات أخرى ذات علاقة بالتواصل الاجتماعي،
ويشار إلى أن نسبة ظهور هذا المرض عند التوأم المتشابه تكون أعلى من التوأم غير المتشابه.
العوامل البيولوجية:
تشير العديد من المعلومات العلمية إلى أنّ عدداً كبيراً من الأطفال التوحّديين يعانون من التخلّف العقلي،
وهناك نسبة منهم تتراوح بين 4%-32% تعاني من الصرع التوتري الارتجاجي أو ما يدعى بالصرع الكبير،
وبيّنت تخطيطات الدماغ الكهربائية التي أُجريت على العديد من مرضى التوحد تسجيلات غير طبيعية بنسبة تتراوح بين 11%-83% من المرضى،
وهو ما يؤكد على الدور المهم الذي يلعبه العامل البيولوجي في إصابة الطفل بالتوحد.
العوامل المناعية:
بيّنت عدد من الأبحاث والدراسات إلى أنّه من الممكن أن يكون عدم التوافق المناعي Immunological Incompatibility أحد الأسباب المؤدّية للتوحد،
فمن الممكن أن تتفاعل كريات الدم البيضاء الخاصة بالجنين من النوع اللمفاوي مع أجسام الأم المضادة، مما يترتب عليه ازدياد احتمالية تلف النسيج العصبي الخاص بالجنين.
تشخيص مرض التوحد:
من الصعب تشخيص اضطراب طيف التوحد جيدا بسبب عدم وجود اختبار طبي دقيق مثل اختبار الدم لتشخيص هذا النوع من الاضطراب. ينظر الأطباء الى سلوك الشخص، ونموه لاجراء التشخيص.
فى بعض الأحيان يمكن الكشف عن اضطراب طيف التوحد فى سن 18 شهرا أو أقل. وفى سن الثانية، يمكن اعتبار التشخيص المقدم من طبيب متخصص تشخيص دقيق وسليم.
غير أن الكثير من الأطفال لا يشخصون تشخيص نهائيا حتى يكبروا فى العمر، وهذا التأخير يعني ان هؤلاء الاطفال المصابين قد لا يحصلوا على المساعدة المبكرة التي قد يحتاجون إليها.
إقرأ أيضا الاكتئاب اعراضه وعلاجه