كيف تتعامل مع كونك قبيح
لطالما ترددت على مسامعنا مقولات كهذه: “لا أحد قبيح”، “الجمال جمال الروح”. لكن الواقع بعيد تماماً عن تلك المقولات. إذا كنت ترى أنك قبيح/ة فهذه المقالة لك، لأننا سنطرح لك أفضل النصائح الحقيقية النابعة من القلب لتعرف كيف تتعامل مع كونك قبيح.
1- كن صادقاً مع نفسك
على الرغم من اختلاف الأذواق بين الناس، إلا أن هناك معيار موضوعي من الجمال يمكن أن يتفق عليه معظم الجنس البشري.
وفقاً للأبحاث، عادة ما يُنظر للأشخاص الذين يتمتعون بوجه متوسط على أنهم أكثر جاذبية، خاصة عندما تكون الملامح متناظرة ومتناسقة في الحجم.
إذا كانت ملامح وجهك غير متناسقة، وأخبرك من حولك أنك فريد ومميز، فالحقيقة هي أنك بعيد كل البعد عن معيار الجمال الموضوعي.
وهنا ستستغرب كيف يخبرك الجميع بأن وجهك مميز رغم أنه لا يتوافق مع معايير الجمال السائدة،
هذا غريب أليس كذلك؟
على كل حال، هناك الكثير من الأمور التي يمكنك القيام بها لرفع جاذبيتك، كالاهتمام بمظهر الجسد، أو البشرة، أو الشعر ..الخ.
لكن في نفس الوقت ستبقى ملامحك هي ذاتها ولن تتغير، وهذا ما عليك أن تدركه إذا أردت أن تعرف كيف تتعامل مع كونك قبيح.
2- تقبل شكلك كما أنت
إن الذهاب لعيادات التجميل لا يُعتبر حلاً، بل هو إدمان مستمر يجعلك راغباً في تحسين مظهرك أكثر فأكثر إلى أن تخسر ملامحك نهائياً ويصبح وجهك كقطعة من الجبس.
وعلى الرغم من أن التجميل يحسن شكلك كثيراً، إلا أن تقبّل شكلك والشعور بالسلام تجاه نفسك أهم بكثير من صراعك المستمر مع المرآة حتى بعد التجميل.
لا تتصرف كضحية، بل تحمل مسؤولية الطريقة التي تبدو بها،
تقبّلها كما هي لأن التركيز على مظهرك طوال الوقت يسلب منك طاقتك أكثر مما تتصور.
ومع هذا، من المهم أن تدرك أنك لست وحدك من يشعر بكونه قبيح،
فهناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون صراعات نفسية بسبب شكلهم، حتى أولئك الذين تعتبرهم وسيمين وجميلين.
إن الشعور بالقلق عما إذا كنت تبدو قبيحاً هو أمر شائع وطبيعي، لكن المرء بذاته يهوّل ذلك الشعور،
في الوقت الذي يراه فيه الآخرون كشخص عادي وطبيعي.
إن تقبل نفسك وشكلك سيولّد لديك الشعور بالثقة بالنفس، وعليك أن تؤمن بهذا إذا أردت أن تعرف كيف تتعامل مع كونك قبيح.
3- إذا تقبلت شكلك فلن تشعر بالغيرة من الآخرين
الغيرة والحسد ليست مجرد مشاعر عابرة، بل هي عواطف سامة تجعلك تتصرف كضحية، والحياة لا تعترف بالضحايا بل بالأشخاص الأقوياء.
قد تعتقد أن الشخص الجذاب “محظوظ” في حياته لأن جميع من حوله يعاملونه بشكل جيد، لكن الحقيقة بعيدة كثيراً عن اعتقادك.
إن الجاذبية لا تقدّم الكثير لصاحبها، بل على العكس هناك دراسة بحثية أثبتت أن الأشخاص الوسيمين والجميلين، غير راضين عن شكلهم تماماً مثل بقية سكان الأرض.
وقد أجرى علماء النفس المئات من الدراسات حول السعادة، ولم يشر أي أحد إلى أن الجاذبية عامل من عوامل السعادة،
بل على العكس وجدوا أن الشخصية تلعب دوراً أقوى بكثير.
عندما تقابل الآخرين في حياتك، فإن أول ما يبحثون عنه هو كيفية التواصل معك، وليس شكلك.
وإذا سبق أن قابلت شخصاً رفض التعامل معك بسبب شكلك، فهذا ليس نوع الشخص الذي ترغب في مصادقته على أي حال.
خلاصة القول هي أنك إذا كنت تشعر بالغيرة من الآخرين باستمرار، فهذا يعني أنك لا تتقبل نفسك.
وإذا لم تتقبل نفسك، فلن تكون سعيداً أبداً.
4- يمكنك أن تحب وتتزوج لم لا؟
قد تفكر أن فرص الحب والزواج لديك معدومة، وتسأل نفسك عما إذا كان هناك أي شخص يريد الارتباط بشخص قبيح.
أريد أن أخبرك أن القبح ليس عائق نهائياً أمام الحب والزواج، والدليل هو أننا نرى يومياً أشخاصاً قبيحين، متزوجين، محبوبين وسعيدين في حياتهم.
ربما لم يتزوجوا بسبب شكلهم، بل بسبب شخصيتهم القوية أو اللطيفة أو المرحة، أو حتى بسبب توافق اهتماماتهم مع اهتمامات شريكهم.
صدقني، عندما يريد أي شخص الارتباط بشخص آخر بشكل رسمي، فهو سيبحث عن شخص يفهمه، شخص يمتلك شخصية جذابة يمكن التأقلم معها.
إن الإنسان بطبعه سريع التأقلم، وحتى إن ارتبط بشخص فائق الجمال والوسامة، إلا أنه بعد مرور الأيام سيفقد اهتمامه بالشكل ويبدأ في البحث عن الجوهر.
لقد تم إجراء دراسة على 167 من الأزواج، توصلت نتائجها إلى أن الجاذبية لم تكن مرتبطة بأي شكل من الأشكال برضا العلاقة بين الطرفين.
ألم تلاحظ معي أن أغلب حالات الانفصال والطلاق تحدث مع النساء الجميلات أو الرجال الوسيمين، لماذا يا ترى؟ اسأل نفسك.
5- توقف عن القلق بشأن مظهرك
إن معرفة كيف تتعامل مع كونك قبيح ، ليس بالأمر السهل خاصة إذا كنت مقتنعاً بأن مظهرك يؤثر سلباً على حياتك.
لكن ما يجب أن تدركه، هو أن ما يؤثر على حياتك ليس قبحك وشكلك، بل ما تشعر به تجاه نفسك.
إذا كنت دائماً ما تشعر بالقلق حول مظهرك، فهذا سيؤثر على قيمتك الذاتية ويسلب منك سعادتك،
بينما إذا تقبلت شكلك كيفما كان، فستعيش بأريحية أكبر وتحفظ طاقتك وتعيش بسعادة أكبر.
6- كيف تتقبل شكلك؟
إن أول ما يجب عليك فعله هو أن ترمي معايير الجمال التقليدية خلف ظهرك، وما أقصده هو تلك المعايير المطروحة في الإعلام.
صحيح أن المجتمع لديه مستوى معين من الجمال، لكن ما تراه على شاشة التلفزيون يختلف عما تراه في حياتك اليومية.
إن تلك الشخصيات الظاهرة في الشاشة، تقضي العديد من الساعات قبل الظهور على الشاشة، ويتم العناية بها إلى أبعد حد للظهور أمام الكاميرات بأبهى حلة،
ومن الطبيعي أن تبدو بمظهر مختلف عما نراه في حياتنا اليومية، لذا لا تدع هذا الأمر يحبطك.
من المهم أن تهتم بشخصيتك وبالأمور التي تحبها، وأن تركز على العالم من حولك بدلاً من التركيز على نفسك طوال الوقت.
خذ استراحة من النظر إلى المرآة طوال الوقت، لأنها تحوّل تركيزك إلى الداخل، إلى سماتك السلبية.
لكن بمجرد أن تتعلم التوقف عن النظر إلى المرآة، ستتحسن حالتك المزاجية بلا شك.
أيضاً ركز على صحتك، ولا تمارس تمارين اللياقة البدنية أو كمال الأجسام فقط لأنك تريد أن تبدو بمظهر أفضل،
بل اهتم بجسمك لأنك تريد الحفاظ على صحتك في المقام الأول، مع تناول الطعام الصحي.
وإذا كنتِ امرأة، فجربي أن تتوقفي عن وضع مساحيق التجميل لمدة يومين فقط،
وستجدي أنكِ تبدين بمظهر طبيعي أكثر، وستتاح لبشرتك مساحة للتنفس.
إن عدم وضع مساحيق التجميل سيجعلك تدركين أن مظهرك لا يحدث فرقاً حقاً في الطريقة التي يعاملك بها الآخرين.
7- شاهد الجانب المشرق لكونك قبيح
هل تعرف أن الأشخاص الجميلين والوسيمين يعانون كثيراً في حياتهم بسبب عدم قدرتهم على إيجاد أشخاص حقيقيين؟
فجميع من حولهم يريد التعرف عليهم بسبب شكلهم الرائع، وليس بسبب حبهم الحقيقي تجاههم.
وهنا تدرك مدى سهولة تكوين الصداقات القوية مع الآخرين دون أن تشعر بالقلق من أصحاب المصلحة
(ما لم تكن غنيّاً بالطبع!).
إن الشخص الوسيم يركز على مظهره طوال الوقت وهذا يشعره بانعدام الأمان باستمرار،
فهو يستغل الفرصة للنظر في أي مرآة تصادفه، وينفض ملابسة ويضبط ياقته طوال الوقت ليحرص على أن يبدو بأفضل منظر.
بينما تحرص الفتاة على تعديل أحمر الشفاه طوال الوقت، وتعديل تسريحة شعرها، وضبط رمشيها الاصطناعيين لتظل بذاك المظهر الجميل.
وكل هذا يهدر الطاقة كثيراً، على عكس الشخص القبيح الذي يدرك مسبقاً أنه قبيح، ومتقبلاً لنفسه كما هو.
وبالتالي لا حاجة لديه للقلق حول مظهره وإهدار طاقته.
8- لديك القدرة على اختيار ما تركز عليه
النقطة الرئيسية في هذه المقالة هي إدراك أن المظهر لا يستحق القلق، فهو حقاً إهدار للطاقة. نعم، من المهم أن تظهر بشكل مرتب وصحي ونظيف.
ولكن لا داعي لإضاعة طاقتك العاطفية بشأن شكلك لأنك لن تستفيد شيئاً ولن تشعر بأي سعادة.
عليك أن تدرك أن كونك قبيحاً لن يؤثر سلباً على حياتك، إلا إذا سمحت بذلك.
وستظل قادراً على التواصل الحقيقي مع الآخرين والعثور على شريك حياتك.
قد تكون محظوظاً أيضاً، لأنك لن تضطر لمقابلة الأشخاص السطحيين الذين يركزون على المظهر والشكل فقط.
والشيء الأكثر أهمية هو أن تتقبل شكلك وتمضي قدماً في بناء الحياة التي تحبها، عندها تكون قد تعلمت كيف تتعامل مع كونك قبيح.
اقرأ أيضاً:
